تحميل كتاب رجال ريا وسكينة ... حكايات الحب والجنس والجريمة رائعة صلاح عيسى

القائمة الرئيسية

الصفحات


آخر الأخبار

 تحميل كتاب رجال ريا وسكينة ... حكايات الحب والجنس والجريمة رائعة صلاح عيسى

 

 تحميل كتاب رجال ريا وسكينة ... حكايات الحب والجنس والجريمة رائعة صلاح عيسى   


   📒 اللغة : العربية
  
📒 اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : بيوغرافيا ومذكرات
  
📒 الفئة : نساء
  
📒 الحجم : 13.71 Mo
  
📒 عدد الصفحات : 924
  
📒 نوع الملف : PDF
  
📒 المؤلف : صلاح عيسى

 

 

تحميل كتاب رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية pdf الكاتب صلاح عيسى

فى علم 1921 وصف الكاتب الكبير " عباس محمود العقاد " الشقيقتين " ريا " و " سكينة " بأنهما من أصحاب النفوس الميتة .. ومنذ ذلك الحين دخلت الإثنتان التاريخ باعتبارهما رمزا للشر المجرد ولم يعن أحد من المؤرخين بتقصى حقيقة ما نسب إليهما من جرائم أو بالبحث عن الدوافع التى قادتهما لارتكابها . وهذا الكتاب هو محاولة لرواية السيرة الحقيقية لـ " ريا " و " سكينة" ولكل من أحاط بهما من رجال ونساء وظروف سياسية واقتصادية عامة وهو يستند الى وثائق التاريخ وليس إلى مرويات الخيال الشعبي الذى أسقط عليهما كل كراهيته وازدرائه لمن يخون علاقة العيش والملح التى يقدسها المصريون.

هذا الكتاب من تأليف صلاح عيسى





حصريا بالصور ولأول مرة : من ذاكرة التاريخ : الملف الكامل : ريا وسكينة .. أشهر سفاحتان بالتاريخ
 

المكان الاحداث : حي اللبان بالإسكندرية في مصر..

زمن الاحداث : 1920

الشخصيات الرئيسة : 

* سكينة علي همام
* ريا علي همام
* محمد عبدالعال
* حسب الله مرعي


الجرائم: 

"الدعارة والمخدرات، والبلطجة وقتل النساء من أجل سرقة مشغولاتهم الذهبية".. وسلسلة طويلة من الجرائم البشعة التي حدثت على يد سفاحتي الأسكندرية ريا وسكينة علي همام بمساعدة زوجاهما ومعاونين آخرين معدومي الضمير.

 

وتعد قصة ريا وسكينة تجسيداً حياً لإحدى الجرائم البشعة التي هزت مصر في عام 1920 المشهد كان حي اللبان أفقر منطقة في ميناء الإسكندرية، والتي شهدت قتل 17 امرأة بدون رحمة، ودفن جثثهن داخل المنزل الذي تم استخدامه في شتى الأعمال المشبوهة.


( شارع سيدى عماد وهو بجانب ضريح أحد الأولياء الصالحين وكانت ريا وسكينة يحلفون به والعياذ بالله )





بدأت ريا وسكينة سلسلة من الجرائم الوحشية في الاسكندرية مطلع نوفمبر 1919، في الوقت الذي انشغلت فيه المدينة الساحلية بالانتفاضات الشعبية الشهيرة التي قام بها الزعماء ضد القوات البريطانية المحتلة، مما أتاح للعصابة العمل دون عقاب.

 

( شارع على بيه الكبير الذي كانت ريا وسكينة تسكنان به بحي اللبان )



 

أحد الضحايا ...العاشرة


بدأت العصابة الاجرامية العمل في الإسكندرية لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد القدوم من صعيد مصر إلى بني سويف وكفر الزيات لتتزوج ريا من حسب الله سعيد مرعي، بينما شقيقتها سكينة عملت في بيت دعارة حتى سقطت في حب أحد الرجال.

 

( فردوس اخر ضحايا ريا وسكينة كانت تسكن هنا )


انتقلت ريا بصحبة زوجها، وسكينة بصحبة عشيقها للعديد من الأماكن التي كانت تستقطب فيهما الضحايا، حيث إن أربعة بيوت شهدت وقوع الجرائم ومنها سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية هو الذي اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما، وعناوين البيوت هي: 5 شارع ماكوريس في حي كرموز، 38 شارع علي بك الكبير، 16 حارة النجاة، 8 حارة النجاة.
 

( قهوه مريم الشامية صديقة سكينة )


وكانت ريا تذهب إلى السوق وتختار الشخصية التي في يدها الحلي والمجوهرات الكثيرة، وتقوم بالحديث إليها للتقرب منها، ومن ثم تعرض عليها أواني من المنطقة الجمركية تدعي أنها بأسعار رخيصة، وتأتي ريا بالضحية إلى المنزل لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابي حسان وعبدالرازق يوسف وهما أحد المعاونين.

( محل الصائغ علي الذي كان يشتري من ريا وسكينة ذهب القتلى )


وجاءت بداية البلاغات عن طريق السيدة زينب حسن البالغة من العمر أربعين عاماً إلى حكمدار بوليس الاسكندرية في منتصف شهر يناير عام 1920 تشير في شكواها إلى اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما، دون سرقة أي شيء من شقة ابنتها، وانتهى بلاغ الأم وسط إبداء مخاوفها من أن تكون قتلت ابنتها بهدف سرقة مشغولاتها الذهبية.

 

( هذا البيت الذي كانت تسكنه سكينة وقتلت هي وريا فيه بعضاً من الضحايا )

جاء البلاغ الثاني في منتصف شهر مارس من العام نفسه تلقاه رئيس نيابة الاسكندرية من المواطن محمود مرسي يفيد باختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان، وعلى الرغم من ذكر صاحب البلاغ اسم "ريا وسكينة" في كونهما آخر اثنتين كانتا بصحبة اخته، إلا أن الجهات الأمنية استبعدتهما من الشبهات ودائرة التحقيقات.

 

( منزل ريا وسكينة بحارة النجا سكنت ريا مدة فيه قبل أن تنتقل إلى حارة علي بك الكبير )

أما البلاغ الثالث فكان عن طريق "أم إبراهيم" فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، أكدت في بلاغها للجهات الأمنية بالأسكندرية اختفاء أمها زنوبة عليوة "بائعة طيور - 36 عاما"، وتشير الفتاة في بلاغها أن آخر من تقابل مع والدتها هما ريا وسكينة!.

 

( منزل ريا وسكينة الأصلي بعد تجديده من قبل صاحب المنزل )


في الوقت نفسه جاء بلاغ من حسن الشناوي ويعمل جنايني بجوار نقطة بوليس يؤكد أن نبوية علي اختفت من عشرين يوما، لتدور حالة من الرعب والهلع والفزع في جميع أرجاء الأسكندرية بعد البلاغات التي تقدمت وجميع الملابسات تتشابه مع اختلاف الزمان والمكان.


 



مكان دفن الضحايا

جاءت المفاجأة المدوية بعثور عسكري الدورية في صباح 11 ديسمبر 1920 على جثه امرأة بها بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء.

 

( جزء من المنزل الأصلي لريا وسكينة وهنا كانت تدفن الجثث)

تملكت الحيرة من رجال البوليس لعدم التعرف على صاحبة الجثة، وتوالت المفاجآت بقدوم رجل يدعى أحمد مرسي عبده يتقدم ببلاغ إلى قسم اللبان يقول إنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه عثر على عظام آدمية في البيت الذي كان يستأجره رجل اسمه محمد احمد السمني الذي كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء سكينه بنت علي، خاصة أنها هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط!.

 

( في هذه الأرض دفن 12 جثة من ضحايا ريا وسكينة )

بعد أن ظهرت الجثة بحث المخبرون في المنطقة عن أية دلائل تقود إلى المتهمين، ولاحظ أحد المخبرين ويدعى أحمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة ريا بالدور الارضي بشارع علي بك الكبير، ما أثار شكوكه، وأشار في بلاغه أنه عندما سأل ريا عن هذه الرائحة أكدت أنها تقوم بذلك من أجل إضاعة رائحة الرجال المخمورين الذين يدخلون المكان بصحبة أختها.

 

(مخزن محمد خفاجي صديق ريا )

لكن لم يقتنع اليوزباشي ابراهيم حمدي بهذا الكلام وأمر بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة ليكتشف أن بلاط الحجرة حديث العهد،  وتصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله انسان، وحينها ظهرت جثة امرأة لتصاب ريا بالارتباك وقرر اصطحاب ريا إلى قسم اللبان، لتخبره اللجنة المتواجدة بمكان الجريمة بالعثور على الجثة الثانية وعليها ختم حسب الله المربوط في عنقه، الذي يبدو أنه وقع منه أثناء دفن الجثث، نظراً لأن تخصصه داخل العصابة هو دفن الجثث.



 



ظل الضابط يراقبهم كثيرا متنكرا فى أكثر من عشرون شخصية أشهرها بائع الدجاج وبائع البطاطا وصبى بيع السجائر ولم يترك مكانا حينها الا وقام بتفتيشه حتى محطات الترام



 



كان جيرانهم يرون ويسمعون كل شىء ولكن يخشونهم لكثرة البلطجية حولهم من أتباعهم



 


 

اعترفت ريا في القسم بالجرائم بعد اكتشاف الجثة الثالثة، وتأمر قوات الأمن وحكمدار الأسكندرية بالتفتيش تحت بلاط كل الأماكن التي كانت فيها السفاحتان ليتم العثور على العديد من الجثث أسفل البلاط، ويعثر الملازم أحمد عبدالله من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبيالة (مثل الشيك) بمائة وعشرين جنيها في بيت عرابي كما عثر نفس الضابط على اوراق واحراز اخرى في بيت باقي المتهمين.



 

 

( القسم الذى تم فيه اعترافات ريا وسكينة )

وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعه بنت ريا التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بأنهم استدرجوا النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن.

 

( القسم الذي تم فيه اعترافات ريا وسكينة )



 


معاون الضبط

في 16 مايو 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339 أصدر الرئيس أحمد بك الصلح موسى حكم الإعدام بحق راية وسكينة وزوجيهما واثنين من "البلطجية" الذين شاركوا في عمليات القتل الفعلي للنساء، بينما حكم على حسن علي محمد الصائغ بخمس سنوات في السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا.

 

( ورقة إعدام ريا )



 


القاضى

وبعد ربع ساعة من الضوضاء التي سادت المحكمة، هدأ روع الناس والمتهمين، وتم اقتياد السفاحين إلى السجون لتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهما، لتنطوي هذه الصفحة المزعجة من الحياة المصرية، ويعود الهدوء إلى المدينة الساحلية التي افتقدت سحرها لمدة عامين بدماء الضحايا، وتبدأ الناس في تناقل أحداث هذه القصة من جيل إلى جيل إلى رؤية مختلفة.

 

ورقة إعدام سكينة



من هو أول ساكن فى منزل ريا وسكينة بالإسكندرية بعد إعدامهما؟



 



أصبح منزل ريا وسكينة الموجود خلف القسم بحي اللبان مهجوراً لفترة طويلة ولم يجرؤ أحد على السكن فيه بعد أن انتشرت الشائعات المؤكده بوجود الأشباح والعفاريت به، وانتشرت الشائعات بوجود أشباح وعفاريت تسير بالشارع ليلا لكى تنتقم من الجميع، وأكد السكان أنهم رأوا الأشباح بأعينهم لدرجة أنهم لا يسيرون بشارع المنزل.



 



وظلت هذه العزلة والخوف حتى منتصف فترة الخمسينات حين قرر أحد الفتوات الذين أطلق عليه السكان اسم محمود إبن ريا، لكثرة الخناقات والمشاكل التى كان يفعلها بالمنطقة واعتباره أكبر بلطجى فيها، ولإظهار فتوته وسيطرته كان يدخل البيت ليلا ويبات فيه، حتى اتخذه سكنا له لفترة طويلة وسط استغراب وإعجاب سكان المنطقة بشجاعته.



 



ملف جريمة ريا و سكينة كاملاً, و من منا لا يعرف سلسلة الجرائم التي جرت في مصر عام 1920 التي قامت بها ريا و سكينة ...



 



على الرغم من مرور قرابة القرن على قصتهما إلا ان سيرتهما لا تزال تدور في كل بيت وعلى كل شفة ولسان، فقد أشعلت القصة التاريخية للمرأتين



 



(ريا وسكينة) مخيلة الكثير من الكتّاب والمخرجين وفاضت على أفكارهم الخيالية افكارًا جديدة، وغذت طموحاتهم الكتابية وأعطتهم زخماً لا يوصف، ولم يتوقف الأمر عند حدود الأعمال الفنية بل صار يضرب المثل بهما، aحتى بين الصديقات، فعندما تجتمع فتاتان على صداقة طويلة يقال عنهما (مثل ريا وسكينة) وعندما تتفق شقيقتان يوصفان بريا وسكينة، وحتى الأعمال الجيدة اقترن اسمها باسم تلك المرأتين، لما ذاع من صيتهما عن تقاربهما حتى لو كان شراً، ولكن قلة من يعرف القصة الحقيقية لهاتين المرأتين إلا عبر ما تقدمه الأفلام والمسرحيات عنهما، حتى المسلسل الجديد (ريا وسكينة) الذي تقوم ببطولته عبلة كامل وسمية الخشاب، الذي هو اقرب إلى القصة الواقعية في بعض معالجاته.



 



سكينة



فنانتان جديرتان بالتقدير



وعلى الرغم من مرور أجيال على القصة إلا ان ذاكرة الناس تنشط في كل موسم ومع قراءة أي خبر عن أية جريمة قد تحصل ففي عام2000 طالعتنا احدى الصحف بجريمة مماثلة لكن مع أم وابنتها، وهذه القضية عادت لتغذي أفكار الكتاب والمؤلفين.



 



فكانت أول الأعمال الفنية التي تحدثت عن قصة (ريا وسكينة) الفيلم السينمائي الذي أنتج عام 1955 وكان بطولة نجمة إبراهيم بشخصية ريا وزوزو حمدي الحكيم بشخصية سكينة والممثل أنور وجدي بدور ضابط الشرطة الذي يكشف الجريمة،



 



إلا ان الفيلم لم يصور كامل تفاصيل الجرائم ووقائعها حتى إنه حوّر في بعض التفاصيل لتلطيف الاجواء الفنية على المشاهد، وكان من إخراج صلاح أبو سيف الذي اعتمد في تلك الفترة على الاخبار التي نشرتها الصحف حول الحادث، وبعدما التصقت شخصية ريا بنجمة إبراهيم ظهرت في فيلم كوميدي آخر بنفس العنوان مع اسماعيل ياسين لتظهر الشخصية بطريقة ساخرة من الجرائم.



 



وفي فترة لاحقة قدمت مسرحية (ريا وسكينة) بطولة شادية وسهير البابلي لتنال المجرمتان تعاطفاً غير مسبوق من الجمهور المشاهد من خلال طريقة الحبكة الروائية التي قدم فيها الكاتب حسين كمال الشخصيتين بأسلوب كوميدي عاطفي، ظهرت خلاله ريا وسكينة كضحيتين للظروف والبيئة والجهل فانتقمتا من المجتمع بجرائمهما، لكن قدرة الله عاقبتهما، وحتى في العقاب نالتها تعاطفاً أيضا من الجمهور.



 



 



والأكثر سخرية الفيلم السينمائي الساخر بالعنوان نفسه الذي قدمه يونس شلبي وشريهان، حيث جسدا معاً شخصية القاتلتين ليحتالا من جهة ويكتشفان حقائق عن عصابات من ناحية ثانية.



 



وفي كل الأحوال باتت عبارة (ريا وسكينة) التي تداولها جميع الأعمال الفنية (ارتاحي يا شابة) على شفة كل من يريد السخرية على الآخرين، أما في العصر الحالي فقد عرضت هذه القضية من جديد بطريقة وحبكة فنية لا تبتعد عن الواقع كتبها صلاح عيسى واخرجها جمال عبد الحميد، وظهرت شخصيتا ريا وسكينة مع عبلة كامل وسمية الخشاب كأنهما حقيقيتان كون القصة هي الأقرب الى الحقيقة، من ناحية شخصية ريا المعلمة وسكينة القوية التي تعرف كيف تدير شؤون نفسها وشؤون غيرها ايضاً.



 



وكذلك من ناحية أداء كل من الممثلين سامي العدل بشخصية حسب الله الإنسان الوصولي الطماع، ورياض الخولي الضعيف أمام حب سكينة فيبتعد عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وأحمد ماهر في شخصية البلطجي عرابي.



في العمل الجديد (ريا وسكينة) اكتملت بعض العناصر الحقيقية في تصوير القضية الإنسانية في الموسم الجديد.



 



وتظهر شخصيتا ريا وسكينة في حبكتهما الجديدة بصورة مطولة الأحداث حيث تصل إلى اربعين حلقة تستمر إلى ما بعد شهر رمضان على الفضائيات العربية، تظهر كأنها تدفع المشاهد الى التساؤل عن مجريات الأحداث، فهل ستكون ريا وسكينة ضحيتين أم قاتلتين، كونهما لم تظهرا سوى استهتارهما وتخطيهما الأعراف الاجتماعية، ومع هذا لم تظهر حتى الآن بعد سلسلة حلقات تجاوزت الخمس عشرة حلقة من مظاهر الجرائم،فالانتظار ما زال في بدايته والاستنتاج يظهر تدريجياً.



 



من ناحية أخرى أظهرت عبلة كامل اندماجاً كلياً في الدور كعادتها في أدائها التمثيلي في أي دور مثلته، بينما كانت سمية الخشاب مثال الممثلة القديرة التي تستطيع الابتعاد عن الرومانسية والبراءة التي كانت تعطى لها من قبل المخرجين والمنتجين، لأن ملامحها الناعمة ساعدتها على تقديم الأدوار المليئة بالأنوثة، ولكنها تمكنت من خلال شخصية (سكينة) ان تظهر هذه الأنوثة وتستغلها في تحوير مجرى الدور لاستقطاب المشاهد، اولاً: من خلال جمالها وشخصيتها الناعمة، وثانياً: من استدراج المشاهد لمتابعتها في كيفية إظهار الشخصية البشعة المجرمة التي كانت في الحقيقة، امرأة تسعى الى أن تكون جبارة حتى أمام المشنقة حيث قالت لعشماوي: (انا مرة جدعة) ولم تخف الموت لأنها تعتبره جرأة وجدعنة.



 



ومن ناحية الإخراج تمكن المخرج جمال عبد الحميد من إظهار الامكنة والتركيز على تعبيرات الممثلين بحلة تحكي عن حقبة قديمة حتى في بعض التعبيرات السوقية التي تظهر بساطة الناس وحنكة الآخرين، خصوصاً أولاد الشوارع والبلطجية.



 



القرداتى كانت مهنة غالبية جيرانهم حينها



والسؤال يبقى هنا: هل سيظهر الكاتب كل تفاصيل القصة الحقيقية والأدوار التي ستتبعها من حقائق الناس وتفاصيل المخبرين الذين لم تنصفهم الأعمال الفنية الأخرى، مع ان للمخبرين الدور الأكبر والابرز في كشف قضية الجرائم واختفاء النساء، وهل سيظهر بديعة (ابنة ريا) التي لا تبدو إلا صامتة ومراقبة وهل ستظهر كل الوقائع بما فيها المحاكمة وما بعدها، وتفاعل الجمهور معها ام سيترك مجرى الأحداث لاستنتاج المشاهد؟



 



وقائع قصة ريا وسكينة الحقيقية



ما هي حقيقة (ريا وسكينة) اللتين شغلتا الناس ودوختا أجدر رجال الشرطة في مصر؟ ومن اين جاءتا؟ وكيف كانت ظروفهما؟ وكيف انتقلتا إلى السينما والتلفزيون؟ وهل كان الفقر سبيلاً لجرائمهما البشعة ام الطمع والجشع وقلة الإيمان؟ لم تكن شخصية ريا وسكينة على الرغم من تقلباتها واختلافاتها الفنية إلا واقعا لم يتغير عبر ارشيف الشرطة المصرية، من على شط اسكندرية ومنطقة (المرسي ابو العباس) كما يطلق عليها الاسكندرانيون ..



 



جلسات الحضرة التى كانوا يقومون بها لأجتزاب ضحاياهم أو لبيع الخمور والمخدرات ولراغبى المتعة



بدأت الحكاية في النصف الاول من القرن الماضي وتحديداً في شهر يناير عام1920، عندما بدأت السيدات والرجال بتقديم شكواى عن اختفاء بناتهم وزوجاتهم واخواتهم، واقتران اسم كل فتاة أو سيدة باسم ريا وسكينة، حتى بدأت خيوط القضية تتضح خيطا تلو الآخر .



 



الملف كاملاً مع كل التفاصيل المتعلقة بالقضية



نحن الآن في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الاسكندريه عن اختفاء ابنتها نظله ابو الليل البالغه من العمر 25 عاما!..



 



كان هذا هو البلاغ الاول الذي بدأت معه مذبحه النساء تدخل الي الاماكن الرسميه. وتلقي بالمسؤلية علي اجهزة الامن.. قالت صاحبه البلاغ إن ابنتها نظله اختفت من عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء! وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد .. متوسطه الطول.. سمراء البشرة.. تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ ألام بانها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..



 



الضحية الأولى



وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الاسكندريه الاهليه من محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان.



 



الضحية العاشرة



الغريب والمثير والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريه وسكينه ..



 

الضحية الثانية عشر



ولكن الشكوك لم تتجه اليهما !



 

الضحية الأخيرة



وقد أكد محمود مرسي أن أخته زنوبه خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينه وأختها ريه وذهبت معهما الي بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري !وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها امام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابه المحاكم الاهليه بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها........... (أم إبراهيم) عن اختفاء أمها زنوبه عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..



 



الضحية الثالثة (الأولى باليمين)



ومرة اخري تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينه باعتبارها اخر من تقابل مع والدتها زنوبه!



في نفس الوقت يتلقي محافظ الاسكندرية بلاغا هو الاخر من حسن الشناوي.. الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..



يؤكد صاحب البلاغ ان زوجته نبويه علي اختفت من عشرين يوما ! ! !



ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الاسكندريه وغيرها من المدن بفزع ورعب غير مسبوقين , فالبلاغات لم تتوقف , والجناة المجهولون مازلوا يخطفن النساء .



 



بيت على السمنى



بلاغ آخر يتلقاة محافظ الاسكندريه من نجار اسمه محمد أحمد رمضان عن إختفاء زوجته فاطمه عبد ربه وعمرها50 عاما وتعمل (شيخه مخدمين) ويقول زوج فاطمه أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين ب18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص



ويعطي الرجل أوصاف زوجته فهي قمحيه اللون طويله القامه فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمه العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشه) سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل !........



 



ثم كان بلاغ عن اختفاء فتاة عمرها 13عاما اسمها قنوع عبد الموجود و بلاغ أخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة وديع جرجس عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها لولو مرصعي تعمل خادمه له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد ..



 



ريا



البلاغات لا تتوقف والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء فوق كل لسان



بلاغ أخر عن اختفاء سليمة إبراهيم الفقي بائعه الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان ثم بلاغ اخر يتلقاة اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيده خديجه حرم احمد علي الموظف بمخازن طنطا قالت صاحبه البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات



 



محمد عبد العال



و لكن , هذة المرة يستدعي اليوزباشي إبراهيم حمدي كل من له علاقة بقصه اختفاء فردوس وينجح في تتبع رحله خروجها من منزلها حتى لحظه اختفائها وكانت المفاجئه أن يقفز اسم سكينه من جديد لتكون أخر من شوهدت مع فردوس!



 



ويتم استدعاء سكينه ولم تكن المرة الأولى التي تدخل فيها سكينه قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء إحدى السيدات ..... ومع هذا تخرج سكينه من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!



 



حسب الله سعيد



عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامه الفزع لتقتص للضحايا وتكشف الجناة .



وهنا تتوالى المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها و تنسج قصة الصدفه التي ستكشف عن أكبر مذبحه للنساء في تاريخ الجريمة في مصر ...



 



كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920حينما تلقى اليوزباشى إبراهيم حمدي إشارة تليفونيه من عسكري الدوريه بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثه امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر راس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحه من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمه بأبيض ولا يمكن معرفه صاحبه الجثة , ينتقل ضباط البوليس إلى الشارع



 



وهناك يؤكد زبال المنطقة أنه عثر علي الجثه تحت طشت غسيل قديم ....



 



وأمام حيره ضابط البوليس لعدم معرفه صاحبة الجثه وإن كانت من الغائبات أم لا يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه أحمد مرسي عبدة ببلاغ الى الكونستابل الإنجليزي جون فيليبس النوبتجي بقسم اللبان .



 



يقول الرجل في بلاغه أنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياة والقيام ببعض أعمال السباكة , فوجئ بالعثور علي عظام آدميه فأكمل الحفر حتي عثر علي بقيه الجثه التي دفعته للإبلاغ عنها فوراً .



 



يتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم اكثر من 50 متراً .

يرى الملازم الشاب الجثه بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضيه المثيرة ويكتشف في النهايه انه أمام مفاجأة جديدة , لكنها هذة المرة من العيار الثقيل جداً .



أكدت تحريات الملازم الشاب أن البيت الذي عثر فيها الرجل على جثه آدمية كان يستأجرة رجل اسمه محمد أحمد السمني وكان هذا السمني يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضيه سكينه بنت علي وصالح سليمان ومحمد شكيرة وأن سكينه بالذات هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثه تحت البلاط .



 



سكينة



و أكدت تحريات الضابط المتحمس جداً أن سكينه استاجرت من الباطن هذه الحجرة ثم تركتها مرغمه بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الاصلي لهذة الغرف السمني وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلى راسهم سكينه .



وقال الشهود من الجيران أن سكينه حاولت العودة إلى استئجار الغرفه بكل الطرق والاغراءات لكن صاحب البيت ركب راسه وأعلن ان عودة سكينه إلى الغرفه لن تكون الا على جثته , والمؤكد أن صاحب البيت كان محقاً , فقد ضاق كل الجيران بسلوك سكينه والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجيه ! .



أخيراً وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط ......



 



لحظة القبض على ريا وسكينة



لقد ظهرت جثتان أحدهما في الطريق العام وواضح انها لإمرأة والثانية في غرفه كانت تستأجرها سكينه .



وواضح ايضاً أنها جثة إمرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمه كما هو ثابت من المعاينه , وبينما الضابط لا يصدق نفسه بعد ان اتجهت اصابع الإتهام لاول مرة نحو سكينه , كانت عداله السماء مازالت توزع هداياها على أجهزة الامن فيتوالى ظهور الجثث المجهوله .



 



ريا



استطاعت ريا أن تخدع سكينه وتورطها واستطاعت سكينه ان تخدع الشرطه وتورط معها بعض الرجال لكن الدنيا لم تكن يوما على مزاج ريه او على كيف سكينه ومهما بلغت مهارة الانسان في الشر فلن يكون ابداً أقوى من قدرة الله عز وجل..



وهكذا كان لابد ان تصطدم ريا وسكينه بصخرة من صخور الزمن المحفور عليها القدر والمكتوب



ننتقل الآن إلى : أدلّة الإتّهام .



بعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ أحد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الاسكندريه بحثاً عن أية أخبار تخص عصابة خطف النساء .



 



لاحظ هذا المخبر واسمه أحمد البرقي إنبعاث رائحه بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الارضي بمنزل خديجه أم حسب , بشارع علي بك الكبير , و أكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما أثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها هي ريه أخت سكينه إلا أنه (( كما يؤكد المخبر في بلاغه )) أصابها ارتباك شديد حينما سالها المخبر عن سر إشعال هذة الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما أصر المخبر على أن يسمع إجابة من ريه , أخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزورونها وبصحبتهم عدد من النساء فإذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحه الحجره لا تطاق .



 



الغرفة المعدة للدفن داخل منزل سكينة عام 1920



إجابة ريا أشعلت الشك الكبير في صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دوراً كبيراً فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا فيما بعد للحصول على الشهرة بعد القبض على ريا وسكينه بينما توارى إسم المخبر السري احمد البرقي . لقد أسرع المخبر احمد البرقي الى اليوزباشي ابراهيم حمدي نائب مامور قسم اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ، على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطه والمخبرين والصولات الى الغرفه ليجدوا انفسهم امام مفاجأة جديده ........



لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها



ويأمر الضابط باخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد أن البلاط الموجود فوق ارضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة



 



يصدر الامر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحه العفونه بشكل لا يحتمله إنسان ...



تحامل اليوزباشي ابراهيم حمدي حتي تم نزع أكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امرأة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ على الجثه حتى يحرر محضراً بالواقعه في القسم ويصطحب ريا معه الى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل الي بوابة القسم حتي يتم إخباره بالعثور على الجثه الثانيه بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا على دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري ...



يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن احدى الجثث ... (( يا لطيف سبحان الله لا توجد جريمة كاملة ))



لم تعد ريا قادرة على الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور على جثه ثالثه



الاعترافات .



وهنا تضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما الغرفه فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكبا جرائم قتل في الحجرة اثناء غيابها ...



 



أحمد الجدر "عبد الرازق "



هكذا قالت رية في البداية وحددت الرجلين بأنهما عرابي وأحمد الجدر , وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت انها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت على احمد الجدر من خلال عرابي وقالت ريا أن زوجها يكرة هذين الرجلين لانه يشك في أن أحدهما يحبها .



القضيه بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار .



تـأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الاخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفه أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس وزنوبه بنت عليوة وأمينه بعد القبض على جميع المتهمين تظهر مفاجاة جديدة علي يد الصول محمد الشحات ...



 



هذة المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن ريا كانت تستاجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر , تنتقل قوة البوليس بسرعه إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين .



 



تأكد الضباط أن سكينة إستاجرت إحداهما في فترة و ريا احتفظت بالأخرى .



 



كان في حجرة سكينه صندرة خشبيه تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس إجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد! .



    



لقد اتضحت الصورة تماماً , جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينه في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل سكينه .



 



بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتنفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضيه من يدي العدالة .

ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم أحمد عبدالله من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبياله بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط على أوراق وأحراز أخرى في بيت أحمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبدالغفار قد فتر , لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور على جثة جديدة لإحدى النساء .



 



بعدها تطير معلومه إلى مأمور قسم اللبان محمد كمال بأن ريا كانت تسكن في بيت اخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذة المعلومه ويقول أن ريا تركت هذا السكن بحجه ان المنطقه سيئه السمعة وتقوم قوة من البوليس بإصطحاب ريا من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط على جثه امرأة جديدة !



 



كانت الأدلة تتوالى وإن كان أقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه ان الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بانه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبويه جلباباً وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه .



 



نجحت سكينه كثيراً في مراوغة المباحث لكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكراً قالت ريا في بدايه اعترافها أنها امرأة ساذجة وأن الرجال كانوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وانها لم تحضر سوى عمليه قتل واحدة وانفردت النيابه باكبر شاهدة اثبات في القضيه بديعه بنت ريا التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها , وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن .



 



ورغم الاعترافات الكامله لبديعه إلا انها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو على حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابه انها غارقه في حبه وتطلب ان يعذروها بعد ان علمت سكينه أن ريا اعترفت في مواجهة بينهما أمام النيابة .



 



أقوال رهيبة يشيب منها الرأس .



قالت سكينه أن ريا هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة وأنها ستعترف مثلها بكل شئ وجاءت اعترافات سكينه كالقنبله المدويه قالت في اعترافاتها : (( لما اختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وانا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمه وطلبت ريا أن اذهب معها الى بيتها , فاعتذرت لعدم قدرتي على المشي , لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها.. ... واحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه)



 



قالت لي (لا..لازم نز علوها ام دم تقيل دي) .... ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبدالعال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفه كانت مظلمه وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميته وعينيها مفتوحة تحت الدكه , الرجاله كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا اني خايفه قالوا لي احنا اربعه وبرة في ثمانيه واذا اتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !.. كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وانا مالي طالما الحاجه دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثه أعطوني ثلاثه جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وانا راجعه قلت لنفسي انهم كدة معايا علشان أبقى شريكه لهم ويضمنوا أني مافتحش بقي ))



 



وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها ريا هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثه جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمه دون ان تملك الاعتراض خوفا من ان يقتلها عبدالعال ورجاله ! ....



وتتوالى إعترافات المتهمين عبدالعال الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها .



 



طلب منه أهله ان يتزوج أرمله أخيه فلم يعترض ولم يدري أنه سيتزوج أكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمه وحسب الله الشاب الذي ارتمى في أحضان سكينه أربع سنوات بعيداً عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها أم حسب الله , فتبكي الأم وتطلب من إبنها ان يطلق هذة السيدة فوراً لكن حسب الله يجرفه تيار الحب إلى سكينه ثم تجرفه سكينه إلى حبل المشنقه ليتذكر وهو امام عشماوي انه لو استجاب لنصيحه امه لكانت الحياة من نصيبه حتي يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحه مدويه كانت وراء كل متهم حكايه ووراء كل قتيله مأساة ......



 



الضحية السادسة



مرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين



ووضعت النيابه يدها على كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابه مرافعه رائعه في جلسه المحاكمه التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمه بتذاكر خاصه اما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبيه وقال رئيس النيابه في مرافعته التاريخيه :



 



هذة الجريمه من افظع الجرائم وهي اول جريمه من نوعها حتي أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم الى القضاء .



 



هذه العصابه تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن .



 



لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات , و بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبدالعال واتفقت سكينه وريا على فتح بيوت للهوى وكان كل من يتعرض لهما يتصدى له عرابي الذي كان يحميهما , وكان عبدالرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات ان عرابي هو الذي اشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير اما عن موضوع القضيه فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمه لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصه مع ان البلاغات كانت تحال إلى النيابه وتامر الادارة بالبحث والتحري عن الغائبات الى ان ظهرت الجثه فعدلت الداخليه طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها واخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر



 



الضحية الثامنة



وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر واثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر على جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس الى منزل ريا للاشتباه لانها كانت تبخر منزلها لكن الرائحه الكريهه تغلبت على البخور فكبس البوليس على المنزل وسألت ريا فكانت اول كلمه قالتها ان عرابي حسان هو القاتل بعد ان ارشدت عن الجثث وتم العثور على ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت ان عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب الى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه ايضا اعترافاً أوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبدالعال وامامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبه وعندما بدأ رئيس النيابه يتحدث عن المتهمه امينه بنت منصور قالت امينه انا مظلومه فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام (( إزاي مظلومه وفي جثه مدفونه في بيتك دي انتي أصل كل شئ من الاول )) ...



 



ريا وسكينة



ويستطرد رئيس النيابه ليصل الى ذروة الاثارة في مرافعته حينما يقول :ان النيابه تطلب الحكم بالاعدام على المتهمين السبعه الاول بمن فيهم (الحرمتين) ريا وسكينه لان الاسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالاعدام على النسوة قد زالت وهي ان الاعدام كان يتم خارج السجن.. اما الآن فالاعدام يتم داخل السجن .. وتطلب النيابه معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالاشغال الشاقه المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم

الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).



 



الضحية الثالثة



 



الضحية التاسعة



رئيس المحكمة .



مــــلاحــظـــــــــة :



هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن فى 30 أكتوبر سنة 1921 .



 



عشماوي و مساعده و معهما الحبل الذي تم استخدامه لشنق عصابة ريا و سكينة



ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية فى 21 و 22 ديسمبر سنة1921



 



النهايـــــــــــــــــــة "



لم تكد شمس يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1921 تشرق حتى رفعت الرايات السوداء على سارية سجن الحضرة إعلاناً بأن حكماً بالاعدام سيتم تنفيذه.



جريمة إنسانية بشعة تعد من أكثر الجرائم التي اقشعرت لها الأبدان على مر التاريخ المصري، ليست فقط لأنها شهدت مقتل 17 امرأة، ولكن لأن أبطالها سيدتان كانتا أول امرأتان تنفذ فيمها حكم الإعدام في تاريخ مصر.



 



الهلع والفزع اللذان أثارتهما قضية عصابة ريا وسكينة جعل محاكمتهما تاريخية، حتى أن حضورها كان بتذاكر، في الوقت الذي كان فيه الجمهور العادي يقف مزدحماً لرؤية المتهمين الذين أقبلوا على قتل النساء، وحفر جثثهن في مكان إقامتهم، حيث يأكلون، ويشربون، ويمارسون حياتهم الطبيعية فوق جثث الموتى!.



ريا وسكينة تجردتا من مشاعر الإنسانية، عندما أقبلتنا على تكوين عصابة شارك فيها زوجيهما، وعملوا على استدراج النساء، وقتلن لسرقتهن لمجرد حاجاتهن للمال، حتى وصلت بهم فكرتهم الجهنمية إلى إزهاق 17 روح.



 



آخر ضحايا ريا وسكينة كانت فردوس، والتي غابت يوم 12 نوفمبر، وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر، إذ قالت صاحبة البلاغ السيدة خديجة حرم أحمد علي الموظف بمخازن طنطا، وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة، وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيهاً وزوج أساور ثمنه 35 جنيهاً، وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات، لتبدأ بعدها خيوط العصابة تتفتح أمام جهات التحقيق، خاصة بعد العثور على جثث نساء في بيوت سبق وأجرتها ريا وسكينة.



 



 



حالة ريا وسكينة، وزوجيهما حسب الله، وعبدالعال على الترتيب، عند دخولهم السجن، وقبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم ما بين يومي 21/22-12-1921، جاءت في وثائق نشرتها صحيفة الأهرام المصرية، وهي تقارير الطب الشرعي عن المسجونين المنفذ عليهم حكم الإعدام شنقاً، وهي كالتالي:



*سكينة علي همام:

-نمرة المسجون بالدفتر العمومي : 4919

-الاسم: سكينة على محمد همام.

-العمر: 20 سنة.

-وزنه عند دخول السجن : 47 كجم.

-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 53 كجم.

-تاريخ دخوله السجن:  17 نوفمبر 1920

-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921

-تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921

-حالته الصحية عند دخول السجن: جرب بالجسم.

-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريئة ورابطة الجأش.

-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه:  أنا جدعه وباتشنق محل الجدعان وقتلت 17 وغفلت—الحكومة ونطقت بالشهادتين.

-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: أربع دقائق.



 



*ريا علي همام:

-نمرة المسجون بالدفتر العمومي : 5560.

-الاسم: ريا على محمد همام.

-العمر: 35 سنة.

-وزنه عند دخول السجن : 42 كجم.

-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 50.50 كجم.

-تاريخ دخوله السجن: 16 ديسمبر 1920.

-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.

-تاريخ التنفيذ عليه: 21/12/1921.

-حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة.

-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: باهتة لون الوجه وحائرة.

-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه:  أودعتك يا بديعة بنتي عند الله ونطقت بالشهادتين.

-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: دقيقتين.



*محمد عبدالعال:

-الاسم: محمد عبد العال.

-العمر: 24 سنة.

-وزنه عند دخول السجن : 67 كجم.

-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 74 كجم.

-تاريخ دخوله السجن: 20/12/1920.

-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.

-تاريخ التنفيذ عليه : 22/12/1921.

-حالته الصحية عند دخول السجن:  جيدة

-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريء جداً ورابط الجأش وبحالته الطبيعية.

-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه:  كتف شد حيلك ونطق بالشهادتين.

-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: خمس دقائق.



*حسب الله مرعي:

-نمرة المسجون بالدفتر العمومي:  5638

-الاسم: حسب الله سعيد مرعي.

-العمر: 27 سنة.

-وزنه عند دخوله السجن : 70كجم.

-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه: 72 كجم.

-تاريخ دخوله السجن:  20/12/1920.

-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.

-تاريخ تنفيذ عليه:  21/12/1921.

-حالته الصحية عند دخوله السجن: سحجات مسطحة بالظهر.

-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريء جداً ورابط الجأش.

-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: نطق بالشهادتين واقر بأنه صحيح قتل خمسة عشر 15 وليس سبعة عشر17.

-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: ثلاث دقائق.



 



و فى السابعة و النصف , اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الاعدام و جاء حراس السجن بـ "ريا" و كانت ترتدى ملابس الإعدام الحمراء و على رأسها طاقية بيضاء , تسير بأقدام ثابتة , إلا أنها كانت ممتقعة اللون خائرة القوى و قد استمعت بصمت الى حكم الإعدام الذى تلاه عليها القائمقام "عبد الفتاح صالح" مأمور السجن , ثم سألها "محمد حداية" باشا محافظ الاسكندرية إذا كانت تحتاج إلى شئ فقالت أنها تريد رؤية إبنتها "بديعة" فأخبره المأمور أنها زارتها قبل يومين .. فقالت ( يعنى ماشوفش بنتى؟! ) ثم دخلت إلى غرفة الإعدام .. و طبقاً للبيانات التى وردت فى أورنيك السجون رقم 169 الذى يتضمن تقرير الطبيب عن المسجونين المحكوم عليهم بالإعدام شنقاً كان وزنها عند دخول السجن 42 كيلو جرام ارتفع عند تنفيذ الحكم الى 50 كيلو جرام و نصف خلال ما يقرب من عام و كانت آخر عبارة قالتها ( أودعتك يا بديعة يا بنتى بيد الله ) ثم نطقت بالشهادتين و استمر نبضها دقيقيتن و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.



 



و بعد الثامنة بقليل اقتيدت "سكينة" إلى ساحة التنفيذ و كانت كثيرة الحركة و الكلام بينما يقرأ عليها مأمور السجن نص الحكم و كانت تتمتم بعبارات تعلق بها على ما تسمعه فعندما ذكر الحكم أنها قتلت 17 امرأة قالت ( هو أنا قتلتهم بايدى؟! ) ثم قالت بتحدٍ ( أيوه قتلت و استغفلت بوليس اللبان .. و اتشنق و ما يهمنيش .. أنا جدعة ) و عندما دخلت الى غرفة المشنقة قالت للجلاد و هو يوثق يديها خلف ظهرها ( هوا أنا رايحة أهرب و للا أمنع الشنق بايدى .. حاسب .. أنا صحيح ولية لكن جدعة و الموت حق ) و لما كانت تحت الحبال قالت ( سامحونا ... يمكن عبنا فيكم ) و قال تقرير طبيب السجن "عبد الله عزت" أن "سكينة بنت على همام" دخلت السجن و وزنها 47 كيلو جراماً ارتفعت إلى 53 كيلو قبل التنفيذ , و أنها دخلت و هى بصحة جيدة و لم تكن تعانى من شئ إلا من جرب فى أنحاء جسدها و كانت عند التنفيذ جريئة و رابطة الجأش و أن آخر عبارة فاهت بها هى ( أنا جدعة و هاتشنق محل الجدعان و قتلت 17 و استغفلت الحكومة ) ثم نطقت الشهادتين و استمر نبضها أربع دقائق و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.



 



و فى حوالى التاسعة جاءوا بـ "حسب الله سعيد" و كان رابط الجأش هو الآخر لكنه علق على منطوق الحكم بإعدامه قائلاً ( بتقولوا قتلت 17 .. الحقيقة انهم 15 بس .. و لو عايزين أعدهم واحدة واحدة و أسميهم كمان .. ولو كنت عشت سنة واحدة كمان لكنت قطعت لكم دابر العواهر , و حرمتهم يمشوا فـى الشوارع .. دول بيستغفلوا رجالتهم , و يبيعوا أعراضهم بربع ريال .. تشنقونا عشان شوية عواهر؟! ) و عندما دخل الى حجرة الاعدام قال للشناق ( شوف شغلك كويس .. شد و اربط زى ما أنت عاوز .. كله موت ) و كانت ألفاظه عن العواهر و بيع الأعراض خشنة لا تكتب و قد ظل يكررها بصوت عال حتى سقط فى حفرة الإعدام , و ذكر أورنيك 169 أن وزنه كان 70 كيلو جرام ارتفع الى 72 كيلو قبل التنفيذ و قد استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.



 



و فى اليوم التالى - الخميس 22 ديسمبر 1921 - كان أول الذين أعدموا هو "عبد الرازق يوسف" الذى قاوم الحراس أثناء اقتياده إلى ساحة التنفيذ مما اضطرهم الى سحبه بالقوة ثم إلى تكبيل يديه بالحديد الى ظهره و ظل أثناء تلاوة الحكم يتأوه و يصرخ معلناً أنه برئ .. و قال تقرير الطبيب أنه كان يزن 78 كيلو جراماً عند دخول السجن ارتفعت الى 81 كيلو عند التنفيذ و كانت حالته الصحية جيدة فيما عدا أثر حك بالإليتين و كان باهت اللون خائر القوى عند التنفيذ و آخر ما نطق به هو ( مظلوم ) ثم نطق بالشهادتين و استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.



 



و فى الثامنة جاءوا بـ "محمد عبد العال" و كان رابط الجأش صلب العود و لما تلى الحكم عليه قال ( صلى ع النبى أنا قتلت سبعة مش سبعتاشر ) و كان وزنه قد ارتفع من 67 كيلو جرام الى 74 كيلو قبل التنفيذ و كان آخر ما قاله قبل أن ينطق بالشهادتين ( كتّف .. شد حيلك ) و استمر نبضه خمس دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.



 



و فى الثامنة و 40 دقيقة جئ بالأخير "عرابى حسان" و قد أكثر من التبرؤ من الجرم و قال أنه سيلقى ربه طاهر اليدين و كان خائر القوى و آخر ما طلبه كان شربة ماء و آخر ما قاله قبل النطق بالشهادتين هو ( مظلوم ) و استمر نبضه لمدة دقيقتين و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.



 



و فى اليوم الأول لتنفيذ أحكام الإعدام أحاطت بالسجن مجموعة من نساء منطقة "جنينة العيونى" بحى اللبان يهتفن و يزغردن .. و كانت إحداهن تغنى ( خمارة يا أم بابين .. وديتى السكارى فين ) و الباقيات يرددن المقطع خلفها و عندما خرج محافظ الاسكندرية هتفن ( عاش اللى قتل ريا .. عاش اللى قتل سكينة ).



 



توفيت بديعة بنت ريا محروقة اثر حريق فى الملجا وهذا ما جاء فى كتاب ريا وسكينة لابراهيم عيسى



أبطال القصة كما نعرفهم جميعا ..ريا وسكينة ، وعبد العال وحسب الله والبنت الصغيرة بديعة ..



والذين عاشوا في حي اللبان الواقع بين حي المنشية ومنطقة ميناء البصل بالاسكندرية. ولا يزال الحي حتي يومنا هذا ورغم مرور أكثر من 85 عاما على اعدام تلك العصابة التي سكنته، يحتفظ بذكرياته عن ريا وسكينة بدءا من حكايات العجائز من سكان الشارع، مرورا بالمنزل الذي بني مكان منزل ريا وسكينة بعد هدمه، انتهاء بصورهما التي جعلت من قسم شرطة الحي مزارا لعشاق الاثارة وأخبار الجريمة.



 



بالطبع تغيرت بعض معالم الحي عن فترة العشرينات من القرن الماضي والتي شهدت جرائم ريا وسكينة. فتم نقل قسم شرطة اللبان الذي كان يطلق عليه وقتها اسم «كراكون اللبان» الى مكان آخر ليتحول موقعه الى باحة مزروعة ببعض الأشجار يقع خلفها منزل قديم مكون من طابق واحد ويميزه باب حديدي غلفه الصدأ. يعتقد الغرباء عن الحي بأنه المنزل الذي شهد جرائم ريا وسكينة وهو ما ينفيه شيوخ وعجائز الحي ومن أشهرهم الحاج مصطفى أقدم خياط بالمنطقة



 



والذي قال : «لقد ظل منزل ريا وسكينة مهجورا لوقت طويل ولم يجرؤ أحد على السكن فيه بعد أن انتشرت الشائعات المؤكده بأنه مسكون بالأشباح. حتى كانت منتصف الخمسينات حين سكنه أحد الفتوات الذين أطلق الناس عليه اسم «محمود إبن ريا» لشهرته الواسعة في الاجرام وعدم قدرة الناس على مواجهته. فكان يدخل البيت ليلا ويبيت فيه وكنت أراه يخرج بقطع الرخام التي كانت تشكل أرضية المنزل ليبيعه. ونتيجة لذلك انهار المنزل عليه في أحد الايام وقمنا باخراجه ونقله الي المستشفى التي توفي فيها بعد الحادث بأيام قليلة». ويسترسل الحاج مصطفى في ذكرياته: «وظل المنزل كومة من التراب كان الناس يطلقون عليها إسم «الخرابة» حتي أوائل الستينات حيث تم بيع الأرض بمبلغ 60 جنيها وبني محله منزل من خمسة أدوار وهو المنزل الذي يحمل رقم 5 في شارع محمد يوسف فخر الذي كان اسمه في الماضي ماكوريس».



 



الحكم الشهير بإعدام ريا وسكينة



محكمة جنايات الإسكندرية:



ورد بوليس قسم اللبان بالإسكندرية عشرة بلاغات عن إختفاء عشر نسوة، قدمت هذه البلاغات من ذوى قرابتهن وحفظتها النيابة لعدم الاهتداء إلى معرفة مقر تلك النسوة ولا أسباب غيبتهن . وكانت الحرمة سكينة بنت همام ثانية المتهمين تسكن فى ذلك العهد غرفة في منزل مستأجر، فأجرى المالك بعض تحسينات طلبها منه مستأجر جديد، وبينما كان يحفر فى أرضية الغرفة التى كانت تقيم بها سكينة لأجل تركيب مواسير المياه إذ عثر على جثة إمرأة كانت مدفونة فيها فأخطر القسم بذلك وباستمرار الحفر بأرضية تلك الغرفة وجدت بها أيضاً جثتان لامرأتين خلاف الجثة الأولى . ثم حفرت أرضية غرفة أخرى لسكينة بمنزل موجود بحارة النجاة فوجدت بها جثة رابعة وقد علم وقتئذ أن لسكينة أخت تدعى رية وهى المتهمة الأولى وريا هذه متزوجة بحسب الله سعيد ثالث المتهمين وكانت تكثر من التردد إلى غرفة بمنزل آخر كائن بحارة النجاة نمرة ..... بدوره الأرضي تشغلها الحرمة أمينة (---) المتهمة الثامنة وقد وجدت أثنتى عشرة جثة نسائية مدفونة بالغرفة الأولى وجثة أخرى لامرأة مدفونة بالغرفة الثانية وتلك الجثث البالغ مجموعها سبع عشرة هي جثث النسوة المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة وهذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً وكانت البغايا من النساء تترددن إليها تارة من تلقاء أنفسهن وطوراً بطلب من ريا وسكينة لتعاطى المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة وأرباحها تقسم بينهما .



 



وحيث إنه باستجواب سكينة أمام النيابة قررت بأن المجنى عليهن كانت تجىء بدعوة منها وأختها رية إلى تلك المنازل للالتقاء بالرجال حيث يكون هؤلاء المتهمون فى انتظارهن مصرين باتفاقهم معها ومع أختها رية على قتل تلك النسوة وسرقة ما يكون عليهن من المصوغات .



 



أسلحة قاومت بها العصابة الشرطة أثناء عملية القبض عليهم



ولأجل تسهيل قتلهن كانت تقدمان إليهن الخمور القوية المفعول ما يكفى القليل منها لإسكارهن سكراً شديداً لا يستطعن معه محاولة أية مقاومة أو استغاثة فكان أولئك المتهمون ينتهزون فرصة لاغتيالهن بواسطة كتم النفس والخنق وقررت أيضا بأن أحدهم كان يخنق كل امرأة منهن بمنديل يشده حول عنقها أو بيديه بينما كان الآخرون ممسكين بيديها و رجليها وصدرها أو فمها لمنعها من إبداء أى حركة إلى أن يتم زميلهم فعلته وتزهق نفس المرأة



 



"فلهذه الأسباب "

وبعد الاطلاع على النصوص القانونية المتقدم ذكرها حكمت المحكمة حضورياً على كل من رية وسكينة بنتى (---) وحسب الله (---) ومحمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) بعقوبة الإعدام .



هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم (الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).



 



الضحية الخامسة



 



"ريا وسكينة".. سفاحتان كتبتا تاريخ إعدام أول امرأة في مصر

صلاح عيسى: الحصول على معلومات عن "ريا وسكينة" بفضل المحقق الذي استجوبهما



 

تتوسطان "فاترينة" متحف محمد علي، بصورة لا تبرز غير وجوههما المخيفة، وإلى جوارهما صورة أخرى لشخص مقتول تحيط به مجموعة من الضباط، تُخفي ضبابية تصوير (أبيض وأسود) ملامحهم ورتبهم، ولا تُعرف هوية من في الصورتين إلا بتوضيح مكتوب به "ريا وسكينة"، والآخر "خُط الصعيد"، لتبعث كل الأساطير المرعبة المحيطة بقصصهم، وتبقى الصور محفورة في ذاكرة أطفال على الرغم من مرور سنين عدة على رحلتهم المدرسية إلى قلعة صلاح الدين، واستنباط تصدّر السيدات لأول مرة أدوار البطولة على الأفيش الإجرامي ويقبل الرجال بالأدوار الثانوية، دون أن تملأ أخبار الخلافات المكان.

 



"ريا وسكينة" حفرتا أبشع جرائم القتل والسرقة بالإكراه في التاريخ المصري، وكتبتا بدماء ضحاياهما تاريخ إعدام أول امرأة في مصر في ديسمبر 1921، فالنازحتان من الصعيد إلى الإسكندرية، شكلتا تشكيلًا عصابيًا باستخدام أزواجهما "حسب الله سعيد ومحمد عبدالعال" ورجلين آخرين، وتسببتا في قتل نساء كُثر، في 4 بيوت تقع قرب ميدان المنشية، وكان سوق "زنقة الستات" القريب من ميدان المنشية هو المكان الذي اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما.



 



استقبلت النساء خارج سجن الحضرة، خبر تنفيذ حكم الإعدام في السفاحتين بهتاف: "عاش مَن قتل ريا.. عاش مَن قتل سكينة.. عاش مَن قتل حسب الله"، تنوعت الروايات حول هاتين السيدتين، وأقامت العديد من الصحف والقنوات لقاءات مع قاطني الحي نفسه، اتفقت جميعها على عدم توثيق هذه الفترة، واختلاف الأسباب التي دفعت السيدتين لارتكاب هذه الجرائم.



 



"الفضل في الحصول على معلومات عن ريا وسكينة يعود إلى ملفات التحقيق في القضية، وأنه لولا المحقق الذي كان يستجوب ريا وسكينة وإبداعه في كتابة التحقيق لما عرفنا كثيرًا عن حياتهما" بحسب الكاتب الصحفي صلاح عيسى، في إحدى لقاءاته، وأضاف أن "المحقق يسأل ريا وسكينة عن تاريخهما، وماذا كانا يفعلان في الصغر، وكأنه يحاول جمع أكبر قدر من المعلومات، على رغم عدم ارتباط ذلك بملابسات الجرائم التي يحقق فيها".



 



قصة ريا وسكينة كانت وحيًا للكثير من كُتاب الأعمال الدرامية، فتحولت إلى 6 أعمال مختلفة، تم تجسيدها في فيلم "ريا وسكينة"، إنتاج سنة 1953، بطولة نجمة إبراهيم، وزوزو حمدي الحكيم، وفريد شوقي، وأنور وجدي وشكري سرحان، وفيلم "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، بطولة إسماعيل يس ومعه أيضًا نجمة إبراهيم، وزوزو حمدي، وعبد الفتاح القصري، ورياض القصبجي



 



 



 



 



الفنان حمدى أحمد قبل أستبداله بالفنان أحمد بدير



وفيلم "ريا وسكينة"، إنتاج سنة 1983، بطولة شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين، ومسرحية "ريا وسكينة"، بطولة سهير البابلي، وشادية وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، ومسلسل "ريا وسكينة"، إنتاج 2005، بطولة عبلة كامل، وسمية الخشاب، وسامي العدل، وأحمد ماهر، وصلاح عبدالله ومحمد الشقنقيري، وبرنامج تليفزيوني بعنوان "ريا وسكينة"، تقديم هالة فاخر وغادة عبدالرازق.



 

ماذا حدث للطفلة التي اعترفت على "ريا وسكينة"؟

 


لا تخفى قصة ريا وسكينة على أحد، السفاحتان اللتان قتلتا النساء بمشاركة أزواجهن، من أجل الحصول على المجوهرات والحلي ، ولكن قلة منا يعرف ماذا حدث بعد صدور حكم الإعدام وتنفيذه على الشخصيات الأربعة "( ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال).

 

من المعروف أن من قام بالاعتراف على ريا وسكينة ، هي "بديعة ابنة ريا " التي كانت تكن لأمها حباً جما ًبالرغم من تصرفات الأم البشعة معها.

 

في هذا التقرير سنسلط الضوء على شخصية "بديعة " الطفلة التي عانت من ويلات الظلم والفقر المجتمعي والجفاف العاطفي من قبل أسرتها ومن الذنب الكبير الذي حملته في قلبها بسبب ما فعلته بعائلتها ، ماذا حصل لابنة ريا بعد اعدام أسرتها ؟ حقيقة لا يعرفها البعض.

 

بديعة هي الابنة الوحيدة لريا وحسب الله ولم ينجب والديها غيرها ويقال أن ريا قد سبق وأن حملت قبلها وبعدها بما يقارب ال10 أطفال ولكن جميعهم ماتوا إما بعد الولادة مباشرة أو أن تكون قد أجهضتهم في فترة الحمل،

 

حياة بديعة الطفلة البريئة كانت مأساوية جداً، فأي طفل في عمرها يملك أحلام ورغبات أقصاها امتلاك لعبة أو الحصول على فستان أو حذاء جديد، وفي الحقيقة أن بديعة كانت طفلة عادية جداً بالرغم من وجودها في بيئة قذرة بسبب الفقر الذي أحاط بعائلتها و فساد أخلاقهم ومبادئهم.

 

من الصعب تخيل أن طفلة تعيش في منزل واحد مع عائلة سفاحة دون أن تتأثر أخلاقها بذلك، ولكن بديعة كانت مختلفة، فلم تجرها أفعال أبويها إلى تعلم السرقة أو النصب أو حتى مشاركتهم في عملية القتل. ما كانت تراه بديعة كان يزرع في قلبها الخوف والجبن وكانت كما يقال باللهجة المصرية "غلبانة أوي"، ورغباتها أقل بقليل مما يطلبه الأطفال في عمرها.

المنزل الذي عاشت فيه بديعة برفقة والديها بقي على ماهو عليه منذ ذلك الحين:

 

قديماً كانت ترتدي نساء مصر" منديلاً" على رأسهم وكانت البنات الصغيرات يلبسن مناديل مزينة بألوان وأشكال جميلة جعلت بديعة تتوق إلى واحدة من هذه المناديل وطبعاً من الطبيعي أن تقوم بطلب منديل من أمها التي قامت ببساطها بضربها ضرباً مبرحاً، لكن شاء القدر أن تحصل بديعة على منديل ..لكن كيف ؟

 

داخل زنقة الستات

 

يقال أن إحدى المغدور بهن كانت ترتدي منديلاً جميلاً لم تنتبه له ريا وسكينة وشركائهن ، فأخذته بديعة ووضعته على رأسها ، كانت مذهولة فيه وسعيدة لدرجة أنها لم تكن تعي أن هذا المنديل هو لشخص ميت !

 

وبالرغم من فقدان ثقتها بنفسها وبمن حولها إلا أنها كانت تعشق أمها بدرجة جنونياً رغم قسوة الأخيرة معها، فمن الغريب أن نشعر بحب شديد نحو شخص هو السبب في عدم احساسنا بالراحة والأمان والثقة. كانت بديعة تشعر بالذنب تجاه والدتها التي على ما يبدو لم تشعر بها إلى لحظة الإعدام حيث كانت آخر جملة قالتها ريا وقت اعدامها سنة 1921 عن عمر ناهز ال35 سنة " اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين بعدها.

 

صوره ل "سكينه و عبد العال يوم زفافهم

أودعت بديعة بعدها في ملجئ للأيتام وعملت معاملة بشعة جداً وهذا كان أمر طبيعي نظراً إلى أنها ابنة "ريا" السفاحة ، بعدها بثلاث سنين اندلع حريق كبير في الملجئ ، ماتت فيه بديعة محروقة ، وبذلك اسدل الستار عن قصتها المأساوية حيث عاشت مذنبة وماتت محروقة.

 

ويبدو أن قصة بديعة كانت يجب أن تنتهي بموتها فلو تصورنا السيناريو الذي ستكون عليه حياتها لو كبرت وعاشت في تلك الفترة .كانت ستكون تعيسة فهي فإما أن تكمل مسيرة والديها وتكون مجرمة أوأن تكون شخص جيد لن يستطيع التعايش مع المجتمع بسبب نظرته السيئة لها .

بديعة برفقة أمها ريا :

 

بالصور ..غرفة الدفن بمنزل ريا وسكينة.. حكايات الرعب بالإسكندرية

 

منزل ريا وسكينة بحى اللبان بمدينة الإسكندرية ، من أكثر الأماكن شهرة بعروس البحر المتوسط نظرا لما شهده هذا المنزل من جرائم وحشية ارتكبتها اثنتان من أكثر النساء دموية فى تاريخ مصر احترفتا اصطياد السيدات وقتلهن بهدف السرقة ودفنهن فى نفس المنزل الذى كانتا تسكنان فيه.

 

بمجرد وصولك إلى 'كراكون اللبان' وهو قسم الشرطة الذى اعترفت فيه السفاحتان بجرائمهما تجد العشرات من الذين يقدمون مساعدتهم لمن يمرون بهذه المنطقة خاصة الأطفال الأقل من 15 عاماً والذين تبدو عليهم علامات الرعب والخوف بمجرد الوصول إلى هذا المنزل لاعتباره مكاناً مخيفاً مليئا بالأشباح طبقاً لما يتداوله الناس عن هذه المنطقة.

 

وعند وصولك إلى منزل ريا وسكينة تتغير جميع المفاهيم التى جسدتها الأفلام والسينما المصرية عن منزل ريا وسكينة، وذلك لقيام صاحب المنزل الأصلى بهدمه منذ أكثر من 40 عاماً وبناء منزل جديد مكانه يتكون من ثلاثة أدوار.

 

داخل منزل ريا وسكينة بالإسكندرية وبالدخول إلى غرفة الدفن التى استخدمتها السفاحتان لدفن 17 جثة من ضحاياهما من النساء وبالأستماع إلى حكاية هذا المنزل وحقيقة ما يثار حوله وانطباعات ومشاعر سكانه الجدد وما شهده هذا المنزل من أحداث بعد استخراج جثث الضحايا والقبض على السفاحتين وإعدامهما .

 

قابلنا الحاج محمد الذى يسكن بالدور الأرضى وهو أول من سكن بالمنزل بعد حادثة إعدام ريا وسكينة، وأكد أنه كان على علم بالواقعة قبل أن يسكن هذا البيت وأن الكثير من أصدقائه حذروه منه خوفاً من ظهور عفاريت الضحايا له، لكنه لم يقتنع وأصر على السكن فيه .

 

وأكدت ابنته أنه لا يوجد ما يخيف فى السكن بالمنزل ومنذ أن سكنوا فيه حتى الآن لم يروا شيئاً خارجاً عن المألوف، على الرغم من قرب شقتهم من غرفة الدفن الذى استخرجت الشرطة منها 17 جثة، والتى أصبحت الآن منورا للعمارة.

 

فيما أشار محمود أحد أقدم سكان المنطقة والذى عاصر والده الحاج مصطفى فترة القبض على ريا وسكينة، إلا أن والده حكى له كثيرا عن هذا البيت، وأن المنزل ظل مهجورا لفترة طويلة ، ولم يجرؤ أحد على السكن فيه بعد أن انتشرت الشائعات عن وجود الأشباح والعفاريت ، وتأكيد أكثر من شخص أنه شاهدها بنفسه، لذلك انتشر الخوف والرعب بين السكان لدرجة أنهم لم يكونوا يسيرون بالشارع الذى يوجد به المنزل .

 

وظلت هذه العزلة والخوف حتى منتصف فترة الخمسينات حين قرر أحد الفتوات الذين أطلق عليه السكان اسم محمود ابن ريا، لكثرة الخناقات والمشاكل التى كان يفعلها بالمنطقة واعتباره أكبر بلطجى فيها، والذى قرر لإثبات وإظهار فتونته وقوته وسيطرته أن يدخل البيت ليلا ويبيت فيه، حتى اتخذه سكناً له لفترة طويلة وسط استغراب وإعجاب سكان المنطقة بشجاعته، لافتاً أن سكان المنطقة بعد ذلك اكتشفوا أنه يسرق أرضيات المنزل ويقوم ببيعها، حتى انهار جزء كبير من المنزل عليه وهو نائم بداخله، وتم نقله إلى المستشفى وتوفى بعدها بأيام.

 

واستطرد محمود أنه عاصر المنزل وهو طفل بعد أن انهار وأصبح خرابة يلهو فيها الأطفال ويسردون قصصا وهمية من خيالهم بمشاهدة الأشباح بالمنزل، حتى تم بيع الأرض وبنى عليها منزل جديد وسط استغراب وخوف سكان المنطقة الذين ترقبوا ماذا سيحدث لمن سيسكن فيه ، مؤكداً أن جميع السكان فى المنزل لا يرون أى أشباح منذ بنائه حتى الآن.

 

وقال إن السينما المصرية والأفلام اختلقت قصصا فرعية ينفيها السكان الأصليون الذين عاصروا تلك الفترة، ومنها والده، فعلى سبيل المثال أن ريا لا يوجد لديها أبناء نهائياً وأن 'بديعة' التى اعترفت على جرائم والدتها كانت من تأليف السينمائيين، كما تناثرت بعض الأقاويل أن الفتاة التى تم إيداعها فى دور الرعاية كانت ابنة أحد الضحايا وليست ابنتها.

 

سليمان بك عزت وكيل النيابة الذى اوقع بريا وسكينة

واستطرد حديثه بأن والده رحمه الله، كان يؤكد له فترة سكن ريا وسكينة بالمنزل لم يلاحظوا أى تحركات مريبة لديهم غير كثرة الزيارات التى أكدت السفاحتان أنها لأقاربهما ولم يشك فيهما الجيران على الإطلاق .

 

وتعد قصة ريا وسكينة تجسيداً حياً لإحدى الجرائم البشعة التى هزت مصر فى عام 1920 حيث حدث جزء منها فى حى اللبان أفقر منطقة فى ميناء الإسكندرية، والتى شهدت قتل 17 امرأة ، ودفن جثثهن داخل المنزل الذى تم استخدامه فى شتى الأعمال المشبوهة.

 

أحد سيناريوهات محضر الضبط

بدأت ريا وسكينة سلسلة من الجرائم الوحشية فى الإسكندرية مطلع نوفمبر 1919، فى الوقت الذى انشغلت فيه المدينة الساحلية بالانتفاضات الشعبية الشهيرة التى قام بها الزعماء ضد القوات البريطانية المحتلة، مما أتاح للعصابة العمل دون عقاب.

 

بدأت العصابة الإجرامية العمل فى الإسكندرية لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد القدوم من صعيد مصر إلى بنى سويف وكفر الزيات لتتزوج ريا حسب الله سعيد مرعى، بينما شقيقتها سكينة عملت فى بيت دعارة حتى سقطت فى حب أحد الرجال.

 

انتقلت ريا بصحبة زوجها، وسكينة بصحبة عشيقها للعديد من الأماكن التى كانتا تستقطبان فيهما الضحايا، وشهدت أربعة منازل فى الإسكندرية هذه الجرائم بعد انتقال السفاحتين للسكن فيها , ومنها سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية، هو الذى اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما، وعناوين البيوت هى: 5 شارع ماكوريس فى حى كرموز، 38 شارع على بك الكبير، 16 حارة النجاة، 8 حارة النجاة.

 

وكانت ريا تذهب إلى السوق وتختار الشخصية التى فى يدها الحلى والمجوهرات الكثيرة، وتقوم بالحديث إليها للتقرب منها، ومن ثم تعرض عليها أوانٍ من المنطقة الجمركية تدعى أنها بأسعار رخيصة، وتأتى ريا بالضحية إلى المنزل لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابى حسان وعبدالرازق يوسف وهما أحد المعاونين.

 

فى هذا المكان أخفوا بعض ملابس ضحاياهم

وجاءت بداية البلاغات عن طريق السيدة زينب حسن البالغة من العمر أربعين عاماً إلى حكمدار بوليس الإسكندرية فى منتصف شهر يناير عام 1920 تشير فى شكواها إلى اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما، دون سرقة أى شىء من شقة ابنتها، وانتهى بلاغ الأم وسط إبداء مخاوفها من أن تكون ابنتها تم قتلها بهدف سرقة مشغولاتها الذهبية.

 

أحد الضحايا

جاء البلاغ الثانى فى منتصف شهر مارس من العام نفسه وتلقاه رئيس نيابة الإسكندرية من المواطن محمود مرسى يفيد باختفاء أخته زنوبة حرم حسن محمد زيدان، وعلى الرغم من ذكر صاحب البلاغ اسم 'ريا وسكينة' فى كونهما آخر اثنتين كانتا بصحبة أخته، إلا أن الجهات الأمنية استبعدتهما من الشبهات ودائرة التحقيقات.

 

أما البلاغ الثالث فكان عن طريق 'أم إبراهيم' فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، أكدت فى بلاغها للجهات الأمنية بالإسكندرية اختفاء أمها زنوبة عليوة 'بائعة طيور - 36 عاما'، وأشارت الفتاة فى بلاغها إلى أن آخر من تقابل مع والدتها هما ريا وسكينة!.

 

تجمهر المواطنين خارج المحكمة

فى الوقت نفسه جاء بلاغ من حسن الشناوى ويعمل جناينى بجوار نقطة بوليس يؤكد أن نبوية على اختفت من عشرين يوما، لتدور حالة من الرعب والهلع والفزع فى جميع أرجاء الإسكندرية بعد كثرة البلاغات والملابسات المتشابهة مع اختلاف الزمان والمكان.

 

جاءت المفاجأة المدوية بعثور عسكرى الدورية فى صباح 11 ديسمبر 1920 على جثه امرأة بها بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء.

 

تملكت الحيرة من رجال البوليس لعدم التعرف على صاحبة الجثة، وتوالت المفاجآت بقدوم رجل يدعى أحمد مرسى عبده يتقدم ببلاغ إلى قسم اللبان يقول إنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه عثر على عظام آدمية فى البيت الذى كان يستأجره رجل اسمه محمد أحمد السمنى الذى كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء سكينة بنت على، خاصة أنها هى التى استأجرت الحجرة التى عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط!.

 

 

خطاب الطب الشرعى لاعدام عبد العال

بعد أن ظهرت الجثة بحث المخبرون فى المنطقة عن أى دلائل تقود إلى المتهمين، ولاحظ أحد المخبرين ويدعى أحمد البرقى انبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة ريا بالدور الأرضى بشارع على بك الكبير، ما أثار شكوكه، وأشار فى بلاغه إلى أنه عندما سأل ريا عن هذه الرائحة أكدت أنها تقوم بذلك من أجل إضاعة رائحة الرجال المخمورين الذين يدخلون المكان بصحبة أختها.

 

تقرير الطبيب الشرعى لاعدام سكينة

 

لكن لم يقتنع اليوزباشى إبراهيم حمدى بهذا الكلام وأمر بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة ليكتشف أن بلاط الحجرة حديث العهد، وتصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان، وحينها ظهرت جثة امرأة لتصاب ريا بالارتباك وقرر اصطحاب ريا إلى القسم اللبان، لتخبره اللجنة الموجودة بمكان الجريمة بالعثور على الجثة الثانية وعليها ختم حسب الله المربوط فى عنقه، الذى يبدو أنه وقع منه أثناء دفن الجثث، نظراً لأن تخصصه داخل العصابة هو دفن الجثث.

 

اعترفت ريا فى القسم بالجرائم بعد اكتشاف الجثة الثالثة، وأمرت قوات الأمن وحكمدار الإسكندرية بالتفتيش تحت بلاط كل الأماكن التى سكنت فيها السفاحتان ليتم العثور على العديد من الجثث أسفل البلاط، ويعثر الملازم أحمد عبدالله من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها فى بيت عرابى، كما عثر نفس الضابط على أوراق وأحراز أخرى فى بيت باقى المتهمين.

 

 

ورقة إعدام ريا

 

 

 

خطاب أعدام حسب الله سعيد مرعى

فى 16 مايو 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339 صدر حكم الإعدام بحق ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من 'البلطجية' الذين شاركوا فى عمليات القتل ، بينما حكم على حسن على محمد الصائغ بخمس سنوات فى السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا.

 

 

 

ورقة إعدام سكينة

و تم اقتياد السفاحين لتنفيذ عقوبة الإعدام ، لتنطوى هذه الصفحة المزعجة من الحياة المصرية لتكون السفاحتان أول امرأتين فى مصر ينفذ فيهما حكم الإعدام ، ويعود الهدوء إلى المدينة الساحلية التى افتقدت سحرها لمدة عامين بسبب دماء الضحايا، وتبدأ الناس فى تناقل أحداث هذه القصة من جيل إلى جيل.

 

داخل غرفة إعدام "ريا وسكينة" بالإسكندرية

في طريق الحرية، أو شارع فؤاد بالإسكندرية يقع مبنى عتيق داخل أحد الممرات الضيقة، المبنى وإن لم يكن يعرفه أحد من أبناء المنطقة إلا أنه كان شاهدا على أهم واقعة حدثت عام 1921 أي منذ 92 عاما، وهى واقعة إعدام السفاحتين ريا وسكينة، واللتان قتلتا 17 سيدة داخل منزلهما بمنطقة اللبان.

 

ففي 16 مايو 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339 صدر حكم الإعدام بحق ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية شاركا في عمليات القتل، بينما حكم على حسن علي محمد الصائغ بخمس سنوات في السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا منهما.

 

وداخل المبنى الذي شيده شخص يدعى الكونت زوغيب كان قنصل من قناصل بلجيكا بالإسكندرية، يحدثنا حسن علوى أحد جيران المبنى وصاحب ستوديو تصوير أن تلك المحكمة شهدت أهم محاكمة في القرن الماضي للمجرمين بالإسكندرية حيث صدر فيها حكم بإعدام سفاح كرموز وحسن السفاح الذي نشأ في منطقة الشلالات.

 

وأضاف حسن علوي أن هذه المحكمة كانت قصرا للكونت زوغيب ثم عمر باشا طوسون وبناها على الطراز الإيطالي المهندس الفنان رفائيل ويعتبرها الإيطاليون جزءا من تاريخهم فيزورون المحكمة الآن ويتحسرون على ما آلت إليه وتحول المكان إلى خرابة ومهدد بالسقوط والانهيار بعد أن كان مليئا بالتحف المعمارية من الرخام وخشب الورد وأعمدة من الجرانيت والمقابض النحاسية التي سرقت.

 

وأكد علوى أن عمر باشا طوسون أعطى هذا القصر هدية لوزارة العدل ثم استلمته وزارة التربية والتعليم والآن في عام 2013 أصبح مخزنا للفول والطعمية لأحد المطاعم، وكل المنطقة التي حوله كانت عبارة عن حدائق قسمت إلى أراضي، وتم البناء عليها فتشوهت ملامحه المعمارية ولا يوجد أي أثر لريا وسكينة أو من حكم عليهم سوى غرفة الإعدام التي شهدت موت أشرس سفاحتين بالإسكندرية.

 

ورصدت الغرفة التي تبلغ مساحتها 7 أمتار تقريبا، ووجدتها بالفعل غرفة متهالكة الأركان وآيلة للسقوط حاليا.

 

واختتم علوي كلامه أن قليلا جدا من المصريين يعرفون أن هذا المكان هو مكان إعدام ريا وسكينة نظرا لإهمال الدولة له وعدم وضع أية لافتات عليه توضح صلته بالحدث. 

 

TWITTHIS
 

FOLLOW ME

ABOUT ME
captain tarek dreams
View my complete profile

FOLLOW BY EMAIL
 
 


FOLLOWERS

•    My tweets
•    My tweets
•    My tweets
•    My tweets
•    My tweets

BLOG ARCHIVE
 

POPULAR POSTS
•    
تقرير حصرى بالصور (للكبار فقط +21) مأساة الجواري في الإسلام
صورة وثيقة شديدة الندرة لتذكرة مرور جارية لبيعها فى السوق هى وولدها عام 1847 م في طنطا وثمنها 5 فضه ( وهي العملة المستخدمة وقتها ) . ...
•    
حصريا ولأول مرة موسوعة العلاج النهائى والطبيعى للكحة والسعال
صـــــــــــــــــــــــــيدلية الطــــــــــــــــــبيعة السعال هو اندفاع مفاجئ وقوي للهواء من الرئتين. ويقوم السعال بدور الدفاع عن الجس...
•    
(Polish woman Ania Lisewska, 21, aims to travel world & have sex with 100,000 men (+21 Adults Only - مصر تنتظر وصول امرأة بولندية تجوب العالم لممارسة الحب مع 100 ألف رجل (+21 للكبار فقط)
Ania Lisewska 21-year-old Ania Lisewska, from Warsaw, Poland, is supposedly trying to travel to every city in the world so she can h...
•    
قناة الجزيرة الرياضية المشفرة بلس 2 بث مباشر بدون تقطيع
قناة الجزيرة الرياضية المشفرة بلس 2 بث مباشر بدون تقطيع البث المباشر الجزيرة الرياضية بث حي مباشر.. قناة وتلفزيون الجزيرة الرياضية قناة ري...
•    
حصريا: تقرير كامل: عملية الكربون الاسود...من ملفات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية
حصريا: عملية الكربون الاسود...من ملفات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية العميل  :- محمد محمد مرسى العياط المكان  :- ولاية ثاوث كارول...
•    
+21 (لا ينصح بالمشاهدة لضعاف القلوب) التعذيب عبر التاريخ-+21 (Not recommended for Read to young ages or sensitive Faint-hearted) torture throughout history
صدقونى أصدقائى لقد ترددت كثيرا قبل نشر تلك الموسوعة الحصرية لما بها من بحث عميق قد قمت بأختصاره بقدر الأمكان برغم ما به من دموية عبر التاري...
•    
للكبار فقط (+18) الجنس عند الحضارمة قبل الاسلام
ملكة يمنية قديمة كما هو معروف عن معتقدات وديانة الحضارمة قبل الاسلام انها ديانة وثنية ، وللحضارمة معبودات وثنية وآلهة عدة منها الكواكب كالق...
•    
(+18 Adults Only) Aliaa Mahdi publish her nude photos «pee» on «isis» flag - للكبار فقط (+18) علياء المهدي تنشر صورها عارية وهي «تتبول» على علم «داعش»
نشرت الناشطة علياء المهدي، عضو جمعية «فيمن» ، صورة لها عارية من جديد على صفحتها بموقع «فيس بوك»، وهي وصديقتها  «تتبرز»  وتنزل دم ال...
•    
حصريا بالصور : حفل زفاف الأمير محمد على ابن ملك مصر السابق احمد فؤاد على حفيدة الملك ظاهر شاه ملك افغانستان السابق
حفل زفاف الأمير محمد على ابن ملك مصر السابق احمد فؤاد على حفيدة الملك ظاهر شاه ملك افغانستان السابق. ولولا الأحداث الجارية وثوره ي...
•    
قناة الجزيرة الرياضية المشفرة بلس 1 بث مباشر بدون تقطيع
قناة الجزيرة الرياضية المشفرة بلس 1 بث مباشر بدون تقطيع البث المباشر الجزيرة الرياضية بث حي مباشر.. قناة وتلفزيون الجزيرة الرياضية قناة ري...




تعليقات